واستجدّ سلاحا وكراعا، وسار في عسكر قويّ استظهر به، واجتمع مع صهره أبي تغلب [1] بن حمدان، واتّفقا على المعاضدة في المزاحمة إلى الحرب، فنهض عضد الدولة إليهما، وقبض الطائع معه، والتقى الفريقان بقصر الجصّ [2] [الذي بإزاء [3] سرّ من رأى غداة يوم الأربعاء لاثني عشر ليلة خلت من شوّال] [4].
[هزيمة بختيار عند قصر الجصّ ومقتله]
وانهزم جيش بختيار، وظفر بعض العسكر من الأكراد ببختيار وأخذ سلبه وهو لا يعرفه، فعرفه غلام تركيّ من غلمان فنّاخسرو، وكان الوقت شديد القيظ قويّ [5]، فلحقه عطش شديد ولم يمكنه المسير فوقف وقتل [6].
[اختلاف الروايات حول مقتل بختيار]
واختلفت الحكايات في قتله، فقال طائفة: إنّه سقط من اللهث.
وقال آخرون: إنّ قوما من الدّيلم عرفوه، وأرادوا أن يغلّبوا التركيّ عليه، فيكونوا (المتقرّبين) [7] به، فوقعت بين الفريقين المشاحنة فيه، فقتلوه وقتلوا [8] جماعة كثيرة من أصحابه. [1] في الأصل وطبعة المشرق 156 «ثعلب» وهو تحريف. [2] في جميع الأصول وطبعة المشرق 157 «الخص» (بالخاء)، وهو تحريف، وما أثبتناه عن: تجارب الأمم وغيره. [3] في نسخة بترو: «بإذاء». [4] ما بين الحاصرتين زيادة من نسختي بترو وفي النسخة البريطانية: «بقصر الخص بإزاء سرّ من رأى غداة». [5] كذا، والصحيح «قويّا». [6] تجارب الأمم 2/ 380،381، والكامل في التاريخ 8/ 691، والإنباء في تاريخ الخلفاء 181، وتاريخ مختصر الدول 171، وتاريخ البيهقي 208، ودول الإسلام 1/ 227، والعبر 2/ 343 و 344، وتاريخ ابن الوردي 1/ 302 (وفيه ان قصر الجص من نواحي تكريت)، والمنتظم 7/ 86،87 و 89،90، والمختصر في أخبار البشر 2/ 119، ومآثر الإنافة 1/ 313، والبداية والنهاية 11/ 289 - 291، واتعاظ الحنفا 1/ 242، والنجوم الزاهرة 4/ 129، وتاريخ ابن خلدون 3/ 431، وسير أعلام النبلاء 16/ 231،232، ووفيات الأعيان 1/ 267،268، والوافي بالوفيات 10/ 84 - 86، وتاريخ الخلفاء 649، وشذرات الذهب 3/ 59، ويتيمة الدهر 2/ 218،219، وتاريخ الأزمنة 71، وتكملة تاريخ الطبري 236. [7] في الأصل وطبعة المشرق 157 «المتفرّقين» وما أثبتناه عن النسخة البريطانية. [8] عبارة نسخة بترو «وقتلوا بينهما وقتل معه».